الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إذا نزل مني المني وأنا نائم. فهل أغتسل؟ وما الحكم إن كان يسيراً؟ وماذا أفعل بفراشي الذي نمت عليه: هل يجب غسله؟
وهل هذا المني يخرج من الجنسين، أم من الرجال فقط؟ وفي أي عمر يخرج؟ وهل ينقطع نزوله؟ وما سبب نزوله أصلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فإذا نزل منك مني وأنت نائم، فيجب عليك الغسل إذا استيقظت؛ لما ثبت في المسند وسنن أبي داود والترمذي عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: سُئِلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الرجلِ يَجِدُ البَلَلَ، ولا يَذكُرُ احتِلاماً، قال: "يَغتَسِلُ". وعن الرجلِ يرى أنْ قَدِ احتَلَمَ ولا يَجِدُ البَلَلَ، قال: "لا غُسلَ عليه" فقالت أُمُّ سُلَيم: المرأةُ ترى ذلكَ أعليها غُسلٌ؟ قال: "نعم، إنَّما النِّساءُ شَقائِقُ الرِّجالِ". وهذا لفظ أبي داود.
وفي الحديث جواب لفقرة أخرى من سؤالك، وهو أن ذلك غير خاص بالرجال.

وأما الفراش الذي أصابه المني: فإن كان المني مبلولاً فاغسله استحباباً؛ لما جاء في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنهاـ أنها قالت: كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن كان يابساً تفركه بيدك، ولا يضرك أثره؛ لما روى مسلم عنها ـرضي الله عنهاـ أنها قالت: لقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصلي فيه.
والمني طاهر على الراجح من أقوال أهل العلم. وراجع الفتوى: 17253.
والمني يخرج عادة من الفتيان والفتيات إذا بلغوا، فخروجه يدل على البلوغ.
والمني لا ينقطع عادة، لكن إذا خفت الشهوة، وقلت الرغبة الجنسية عند الكبر لا يخرج عادة إلا مع الجماع؛ لأن سبب خروجه هو ثوران الشهوة.
وهذه المسائل يرجع فيها إلى أهل الاختصاص، فكلامهم فيها أدق، والذي يهمنا هو الناحية الشرعية، وذلك أنه متى خرج المني بشهوة أو في نوم، وجب الغسل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني