الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغش حرام في الامتحانات وغيرها

السؤال

ما هو حكم الغش في الامتحانات الجامعية ، مع العلم أن العلوم التي تدرس هي علوم دنيوية ، وأن الجامعة غير إسلامية بالمفهوم الإسلامي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غشنا فليس منا" أخرجه مسلم عن أبي هريرة وأخرج عنه أيضاً "من غش فليس مني". وأخرج الطبراني أيضاً "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار> وهذا يعم كل غش وكل خديعة وكل مكر في أي مجال كان وفي حق أي شخص كما يتبين من ألفاظ الحديث. ومما يزيد هذه الأخلاق قبحاً أنها من صفات المنافقين المميزة لهم كما قال تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) [سورة البقرة الآية: 9]. وبهذا تعلم أن الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم سواء كانت المادة التي يختبر فيها دينية أو دنيوية لعموم الأحاديث المتقدمة ثم إن الطالب الذي يجتاز الامتحان يحصل على شهادة، وبموجب هذه الشهادة يتولى مسؤولية، إما في التعليم أو الطب أو غيرهما، ويصبح مؤتمناً على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملاً ويأخذ في مقابله مالاً وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة؟ هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة، فالغش في الامتحانات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. والكل محرم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني