الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط إجابة الصلاة والدعاء

السؤال

أريد أن أعرف شروط قبول صلاتي وأيضا دعائي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأول شروط قبول الصلاة الإتيان بشروط صحة الصلاة، من طهارة في البدن والثوب والمكان، ورفع الحدثين، والوضوء، ودخول الوقت، وستر العورة، واستقبال القبلة، والنية، لورود أحاديث نبوية تدل على عدم قبول الصلاة بغير شروط صحتها، منها ما رواه الجماعة إلا البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور" .
ومن شروط قبول الصلاة والدعاء: الخشوع، وهو الذلة والخضوع لله تعالى، وحضور القلب في الصلاة والدعاء، وعدم الانشغال بغير الصلاة ولا الدعاء، قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) [المؤمنون: 1-2].
ومن شروط قبول الدعاء الابتعاد عن الحرام خصوصاً في المأكل والمشرب والملبس، فقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل: "يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟".
ومن مظان القبول: تحري أوقات الإجابة، مثل: ساعة الإجابة يوم الجمعة، وفي الثلث الأخير من الليل، فقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مضى شطر الليل ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطى، هل من داع يُستجاب له، هل من مستغفر يُغفر له، حتى ينفجر الصبح".
ومن دواعي القبول: حسن الظن بالله تعالى بأنه سبحانه يقبل الصلاة والدعاء، فقد روى الشيخان والترمذي وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي...)". وعند الترمذي: (وأنا معه إذا دعاني)، وفي زيادة الجامع الصغير للسيوطي: أمر الله عز وجل بعبد إلى النار، فلما وقف على شفتها التفت، فقال: أما والله يا رب إن كان ظني بك لحسن، فقال الله: (ردوه فأنا عند ظن عبدي بي فغفر له).
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني