الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)

السؤال

ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فكيف نفهم هذا المعنى رغم أن أهل الجنة جميعهم يجعلهم ربنا جل شأنه شبابًا، فلماذا خصهما بأنهما سيدا (شباب) أهل الجنة، فهل يفهم من الحديث أن في الجنة شبابا وغير شباب على سبيل المثال، فأرجو التوضيح؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. ومعناه أنهما في وقت الحديث هما سيدا شباب من هم من أهل الجنة من شبان هذا الزمان، أو أنهما أفضل ممن لم يثبت فيه تفضيل عام كالأنبياء والخلفاء أو أنهما سيدا من اتصف بصفات الشباب والفتوة كالمروءة والكرم والشجاعة.

قال المباركفوري في شرحه للترمذي: قال المظهر يعني هما أفضل من مات شاباً في سبيل الله من أصحاب الجنة ولم يرد به سن الشباب لأنهما ماتا وقد كهلا بل ما يفعله الشباب من المروءة، كما يقال فلان فتى وإن كان شيخاً يشير إلى مروءته وفتوته، أو أنهما سيدا أهل الجنة سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين وذلك لأن أهل الجنة كلهم في سن واحد وهو الشباب وليس فيهم شيخ ولا كهل. قال الطيبي: ويمكن أن يراد هما الآن سيدا شباب من هم من أهل الجنة من شبان هذا الزمان. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني