الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدواء الشافي من شهوات النفس

السؤال

كيف تقوي إيمانك؟ كيف يستطيع المسلم مقاومة الشهوات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسبل تقوية الإيمان كثيرة ، منها : المحافظة على الطاعات، والابتعاد عن المحرمات ، ومجالسة الصالحين ، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره ، وقراءة السنة النبوية ، وملازمة ذكر الله عز وجل ، واللهج بالدعاء والافتقار إلى الله ، وقد ذكرنا في فتاوى سابقة وسائل تقوية الإيمان وزيادة الخوف من الله تعالى، والثبات على الهداية، ومن ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 24565، 25324 ، 26309 ، 6342 ، 11759 .

وأما عن مقاومة الشهوات فهي بتقوية الإيمان، وتقوية وازع الخوف من الله ومراقبته، وتذكر فضل مجاهدة النفس؛ كقوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69} ، وملازمة البيئة الصالحة والصحبة النقية المخلصة، وإدراك شؤم المعصية في الدنيا والآخرة، والاستحياء من الله ، ويكون الاستحياء كما بين النبي صلى الله عليه وسلم فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنْ مَنْ اسْتَحَى مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظْ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى وَلْيَحْفَظْ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى وَلْيَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ. رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.

وننصح السائل بقراءة كتاب: (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) لابن القيم فهو من أحسن الكتب التي عالجت أمر الشهوات المحرمة، وبينت فضل تركها وشؤم إتيانها، ونسأل الله أن يجعلنا من المتقين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني