الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجه الاختلاف بين قوله (فنفخنا فيها) وقوله (فنفحنا فيه)

السؤال

نرجو من فضيلتكم التوضيح في الآيتين رقم 91 في سورة الأنبياء في قوله تعالى (( فنفخنا فيها من روحنا )) والآية الثانية رقم 12 في سورة التحريم في قوله تعالي (( فنفخنا فيه من روحنا)) ما الفرق في المعنى بين فنفخنا فيها وفي الآية الثانية فنفخنا فيه
وجزاكم الله عنا خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالضمير في آية الأنبياء فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا عائد على مريم والمراد جيب درعها وهو قول عامة المفسرين، وأما الضمير في آية التحريم فَنَفَخْنَا فِيه مِنْ رُوحِنَا فيعود إلى الدرع أيضا في قول الأكثرين، وقيل عائد إلى الحمل وهو عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. قال الألوسي في روح المعاني: فَنَفَخْنَا فِيه: النافخ رسوله تعالى، وهو جبريل عليه السلام، فالإسناد مجازي، وقيل الكلام على حذف مضاف، أي فنفخ رسولنا وضمير فيه للفرج واشتهر أن جبريل عليه السلام نفخ في جيبها فوصل أثر ذلك إلى الفرج، وروي ذلك عن قتادة وقال الفراء: ذكر المفسرون أن الفرج جيب درعها وهو محتمل، لأن الفرج معناه في اللغة كل فرجة بين الشيئين، وموضع جيب درع المرأة مشقوق فهو فرج.. وجوز في ضمير فيه رجوعه إلى الحمل وهو عيسى عليه السلام المشعر به الكلام وقرأ عبد الله "فيها" كما في الأنبياء فالضمير لمريم، والإضافة في قوله تعالى مِنْ رُوحِنَا للتشريف، والمراد من روح خلقنا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني