الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذهب الشوكاني فيمن صلى متلبسا بالنجاسة

السؤال

أخذت بأيسر الأقوال في النجاسة، وهو قول الشوكاني ومن وافقه، بعدم بطلان الصلاة بالنجاسة، ومع ذلك الوسواس ما زال يراودني لسبب لا أعرفه!
هل النجاسة المقصودة في هذا القول: النجاسة بشكل عام، سواء كانت على البدن، أو في الملابس، أو حتى مكان الصلاة؟
وأيضا لو أمذيت ولم أغسل ذكري. هل تبطل الصلاة، بناء على الأخذ بقول الشوكاني ومن وافقه؟
لأني أذكر أني قرأت أن أحد الصحابة سأل الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم، عن المذي، فأمره بغسل ذكره.
في سؤالي الثاني أريد أن أتأكد فقط.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس هو تجاهلها، والإعراض عنها، ومهما فكرت في الوساوس واسترسلت معها، فإنها لن تفارقك، وأما إذا تجاهلتها وأعرضت عنها فسيذهبها الله عنك بمنه، ولن تكون بحاجة للترخص بهذا القول أو ذاك.

وعلى كل حال، فمذهب الشوكاني أن اجتناب النجاسة واجب، لا شرط لصحة الصلاة، وأن من صلى متلبسا بالنجاسة، فصلاته صحيحة وإن كان آثما.

وما جاء من الأوامر بإزالة النجاسة، فإنها تفيد عنده الوجوب لا الشرطية، فعلى تقدير وجود نجاسة، فصلاتك صحيحة عند الشوكاني ومن وافقه.

ولكننا ننصحك بألا تعذب نفسك بهذه الوساوس، وبأن تسعى في التخلص منها ما أمكن؛ فإنها باب عظيم من أبواب الشر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني