الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز تهنئة من يستهزئ بالدين بالمناسبات؟

السؤال

أولا: أود أن أعلم كيف نرد على من هنؤونا بالعيدين المباركين، إن كان هؤلاء الناس ممن يسب الدين، ويستهزئ به؟ وكما نعلم أن هذا كفر أكبر -والعياذ بالله- حتى و لو ادعوا أنهم مسلمون وصاموا.
ثانيا: كيف أتعامل مع هذا النوع؟ هل يجوز لي البقاء معهم عندما لا يتلفظون بتلك الكلمات؟ علما أني فتاة في الرابعة والعشرين من العمر، وهم كثر من عائلتي.
وهل يجوز الدعاء لهم بالشفاء والهناء وغيرها من الأمور الدنيوية؟
أخيرا أود أن أعلمكم بأن في بلادي يطبقون القوانين الوضعية.
جزيل الشكر لكم على مجهوداتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن سب دين الإسلام كفر أكبر بلا إشكال، وأما سب دين شخص معين، فليس كفرا بكل حال، بل قد يكون كفرا، وقد لا يكون كفرا، وكذلك الاستهزاء، إن كان بما يعلم المرء أنه من دين الله فهو كفر، وأما الاستهزاء بأحكام لا يعلم المستهزئ أنها من شرع الله، فليس كفرا. وانظري في هذا في الفتويين: 319498 ، 158331.

بل حتى لو بدر من شخص سب لدين الإسلام، أو استهزاء بما يعلمه من أحكامه، فإن ذلك لا يخول عامة الناس بالحكم عليه بعينه أنه كافر، وإنما مرجع ذلك إلى القضاء الشرعي، أو ما يقوم مقامه من العلماء المجتهدين. وانظري الفتوى: 322963.

وإنما ذكرنا هذه المقدمة لأن كثيرا ما يتساهل في الحكم بالكفر على أفعال معينة، أو أشخاص، دون مراعاة للحقائق التي بيناها .

وعلى كل حال: فإنه لا حرج في الدعاء بالمنافع الدنيوية، ورد التهنئة، ونحوها للكافر الأصلي, كما سبق في الفتوى 290374، فمن باب أولى هؤلاء الذين تشيرين إليهم.

وانظري في التعامل مع من يسب الدين الفتويين: 20346، 108709.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني