الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ختام الآيات يتناسب مع موضوع الآية

السؤال

يقول الله تعالى وهو خير القائلين: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما، سؤالي هو: لماذا قال الله: وكان الله عليما حكيما ولم يقل مثلا توابا رحيما ما دام تكلم عن التوبة، وسؤالي الثاني لماذا فى الآية الأولى قال السوء وفي الثانية قال السيئات، فأفيدونا؟ جزاكم الله عنا كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صفتي التوبة والرحمة ذكرتا في الآية السابقة لهذه الآية في قوله تعالى: وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا {النساء:16}، فلو ذكرتا في ختام الآية الثانية لحصل التكرار، ثم إن صفتي العلم والحكمة مناسبتان لختم الآية التي ذكرت، فهو سبحانه وتعالى عليم بالمخلص، حكيم في عدم تعذيب التائب؛ كذا قال البيضاوي، وراجع تفسير الطبري.

وأما السوء والسيئات فيحتمل أن يكون في الآيتين تنويع العبارة، وهذا من أساليب القرآن البليغة، وبعض المفسرين يرى أن السوء في الآية الأولى يعم الكفر والمعاصي، وأما السيئات فيراد بها ما دون الكفر، ويرد على هذا بأن السيئة تطلق على الكفر؛ كما في قوله تعالى: بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:81}.

وراجع تفسير القرطبي والبغوي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني