الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية

السؤال

ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، هي من ركائز العقيدة، إذاً ما معنى قوله تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وقول الشيوخ في محاضراتهم إن مراد الله أن تفعل الطاعات وتترك السيئات... إلخ، وضحوا لنا؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيتبين الجواب على هذا السؤال بمعرفة الفرق بين أمرين: وهما الإرادة الكونية القدرية والإرادة الدينية الشرعية، والفرق بينهما أن الإرادة الكونية القدرية لا بد أن تقع، وأنها قد تكون مما يحبه الله كالطاعات وقد تكون مما يبغضه الله كالمعاصي، وهذه الإرادة هي المطابقة لقولنا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أي لا يقع في الكون خير أو شر إلا بمشيئة الله.

وأما الإرادة الدينية الشرعية فلا تكون إلا مما يحبه الله، وقد تقع وقد لا تقع، وعلى هذا فمعنى الآية أن الله تعالى لا يريد بكم العسر أي لا يحبه، ولكنه إذا وقع فإنه يقع كوناً وقدراً لحكمة يعلمها، ومعنى قولهم، مراد الله أن تفعل الطاعات وتترك السيئات أي أنه يحب أن تفعل الطاعات وأن تترك السيئات، ووقوع السيئات إنما هو بإرادته الكونية القدرية، وراجع الفتوى رقم: 18046.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني