الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رضا الوالدين الحقيقي يمحو مغبة العقوق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله: سؤالي هو إذا كان الولد عاقا لوالديه ثم أصبح بارا بهما فهل يحصل ذلك من أولاده في المستقبل أي يفعلون مثله ثم يبرونه؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العقوق من أكبر الكبائر، كما في حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "ثلاثاً: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين... الحديث" أخرجه البخاري ومسلم.
وقد روي أن كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات. والحق أن الله تعالى لم يعين للعاق نوعاً خاصاً من أنواع العذاب في الدنيا جزاء عقوقه، فقد يكون جزاؤه من جنس عمله، بأن يسلط الله عليه أولاده، فيعاملونه كمعاملته هو لأبويه، وهذه المسألة كثيرة الوقوع، وقد يعاقبه الله بما شاء من العقاب غير ذلك، وقد يعفو عنه إن شاء.
أما إذا بر أبويه وتاب إلى الله تعالى مما صدر منه واستسمحهما، وسمحا له بالفعل، فإن الله تعالى يتوب عليه، والتوبة تَجُبُّ ما قبلها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني