الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل التخلص من الوسواس وضيق الصدر

السؤال

انتابتني حالة غريبة منذ فترة وأنا أحاول أن أتخلص منها، ولكن دون جدوى ولا أعرف سبب هذه الحالة، فهل هذا أعراض اكتئاب أم وسوسة من الشيطان، فأرجو إفادتي في كيفية التخلص منها.
أنا إنسانة متدينة وأراقب الله في كل تصرفاتي وأحاسب على أوقات الصلاة والعبادة لدرجة أنني مرتاحة جداً من وضعي، فجأة أصبحت مهزوزة في عقيدتي وهناك في مخي أسئلة مختلطة عن الله، وأنا أسأل ومخي يجيبني والأسئة متلاحقة حتى بدأت أتضايق من نفسي وتعتريني حالة من النرفزة وبدأت تنبثق في مخي ومن غير سابق تفكير شتم وسباب تتزامن مع ذكر الله والرسول صلى الله عليه وسلم. والصحابة وأنا لا أعلم ماذا جرى لي وكيف أصبح تفكيري مشوشا لهذا الحد، فهل هذا راجع إلى كثرة الزهد والتدين أم هي قلة الفيتامينات فأرجو إرشادي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننصحك بكثرة ذكر الله تعالى في كل وقت وعلى كل حالٍ والاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، وقال تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الأعراف:200}.

وأما الاكتئاب فعلاجه في قوله تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {الحجر:97-98}.

فهذه الآيات تدل على أن سبحان الله وبحمده وكثرة العبادة من الصلوات ونحوها يذهب ضيق الصدر والاكتئاب والضنك.. وقد دلنا الله على أوقات هذه العلاجات، فقال: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى {طه:130}، فهذا هو سبيل الرضي، ولا علاج بعد هذا، ومن أصدق من الله قيلاً، فالزمي ذلك يذهب ما تجدين، واعلمي أن خير دواء للوسواس هو الإعراض عنه جملة فاشتغلي عنه بما ينفعك في دنياك وأخراك، وينبغي أن تعرضي نفسك على طبيبة فلعل ما بك يكون مرضاً عضوياً.

وراجعي في ذلك هاتين الفتويين: 3086، 3171.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني