الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من إهلاك الله تعالى امرأة لوط

السؤال

سؤالي: عندما عاقب الله عزوجل قوم لوط عاقبهم لأجل فاحشة مشينة لا تخطر على بال دابة وهي اللواط وأخبرهم بأن ما فعلوه لم يسبقهم أحد به على قدر ما هو مشين، استفساري لماذا قدر الله سبحانه وتعالى زوجة سيدنا لوط عليه السلام بأنها من الغابرين أي من المغضوب عليهم مع العلم بأن هذه الفعلة اللواط لا تخص إلا الذكور فما دخلها وما شأنها وما قصتها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائل الكريم على اهتمامه ومتابعته لموقعنا ونسأل الله له التوفيق.

وبخصوص سؤاله؛ فإن أهل التفسير قالوا: إن امرأة لوط أصابها ما أصاب قومها؛ لأنها كانت كافرة على دينهم، وكانت تتجسس لهم على لوط وتأتيهم بأخباره.

وضرب بها وبامرأة نوح المثل للذين كفروا فقال تعالى في شأنهما: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {التحريم:10}

قال أهل التفسير: خانتاهما في الدين، فلم يتبعاهما فيه، وليس المراد أنهما كانتا على فاحشة، فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء؛ لأن الله تعالى لم يقدر على نبي قط أن تبغي امرأته.

وقال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط.

وعلى هذا فسبب هلاك امرأة لوط هو كفرها ومناصرة قومها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني