الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحقيق المقال في سنة الزوال

السؤال

ما هو حكم سنة الزوال والتي تكون قبيل الظهر مباشرة وما هو دليلها من السنة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسنةُ الزوال المسئولُ عنها قال بمشروعيتها بعض أهل العلم، وهي أربع ركعاتٍ تُصلى بعد زوال الشمس عن كبد السماء أي بعد دخول وقت الظهر سوى سنة الظهر القبلية، وممن ذهبَ إلى مشروعية هذه الصلاة الإمام المحقق ابن القيم رحمه الله فقد قال ضمن سياقه لوجوه الجمع بين الأحاديث الدالةِ على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعاً قبل الظهر، والدالة على أنه كان يصلي ركعتين ما عبارته:

وقد يُقال‏:‏ إن هذه الأربعَ لم تكن سنةَ الظهر، بل هي صلاةٌ مستقِلة كان يصليها بعد الزوال، كما ذكره الإِمام أحمد عن عبد اللّه بن السائب، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يُصلي أربعاً بعد أن تزولَ الشمس، وقال‏:‏ ‏‏إنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالح‏‏‏.‏

وفي سنن الترمذي أيضاً عن عائشةَ رضي اللّه عنها‏: أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كان إذا لم يُصلِّ أربعاً قبل الظهر، صلاهُنَّ بعدها‏‏، وفي التِّرمذي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال‏:‏كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر، وبعدها ركعتين‏‏.‏ وذكر ابن ماجه أيضاً عن عائشة‏:‏ كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏‏يصلي أربعاً قبل الظهر، يطيل فِيهِنَّ القِيام، ويحسن فيهن الركوعَ والسجود‏‏ فهذه- واللّه أعلم - هي الأربع التي أرادت عائشة أنه كان لا يدعهن وأما سنةُ الظهر، فالركعتان اللتانِ قال عبدُ اللّه بن عمر، يُوضح ذلك أن سائرَ الصلواتِ سنتُها ركعتانِ ركعتانِ، والفجرِ جمع كونها ركعتين، والناس في وقتها أفرغُ ما يكونون، ومع هذا سنتُها ركعتانِ، وعلى هذا، فتكونُ هذه الأربعُ التي قبل الظهر وِرداً مُستقِلاً سببُه انتصافُ النهار وزوالُ الشمس وكان عبدُ اللَّهِ بنُ مسعود يُصلي بعد الزوال ثمانَ ركعات، ويقول‏:‏ إنَّهنَّ يَعْدِلْنَ بمثلهن مِن قيامِ الليل، وسِرُّ هذا واللّه أعلم أن انتصافَ النهار مقابِل لانتصاف الليل، وأبوابُ السماء تُفتح بعد زوال الشمس، ويحصلُ النزول الإلهِي بعد انتصاف الليل، فهما وقتا قرب ورحمة، هذا تُفتح فيه أبوابُ السماء، وهذا ينزِل فيه الربُّ تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا‏. انتهى.

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي عند كلامه على حديث عبد الله بن السائب: قال العراقي: هي غير الأربع التي هي سنة الظهر قبلها وتسمى هذه سنة الزوال. انتهى

وقال المناوي في فيض القدير في شرح حديث أربعٌ قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء:

وتسمى هذه سنة الزوال، وهي غير سنة الظهر نص عليه في الإحياء. انتهى

ويرى كثيرٌ من العلماء أن هذه الأربع هي سنة الظهر القبلية كما نقله المناوي عن البيضاوي في شرح حديث عبد الله بن السائب المتقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني