الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السعي بعد طواف الوداع

السؤال

حججت أنا وزوجي العام الماضي، وسعينا بين الصفا والمروة بعد طواف الوداع، ولم نكن نعلم أن هذا لا يجوز.. فهل حجنا صحيح، هل علينا أن نفعل شيئا ليكون صحيحا، إفتوني في أمري بأسرع وقت ممكن؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحجكما صحيح إن شاء الله تعالى، إذا كنتما أديتما أركانه وواجباته على وجهها، فإن زيادة السعي في الحج لا أثر لها في صحته، وإن كان التطوع بالسعي غير مشروع، ولا شيء عليكما إن شاء الله في السعي بعد طواف الوداع جهلاً، لأن السعي بعد طواف الوداع لا يمنع من أن يكون آخر العهد بالبيت، وقد اعتمرت عائشة رضي الله عنها بعد حجتها مع أخيها عبد الرحمن فطافت وسعت، ولم ينقل أنها طافت للوداع بعد سعيها، قد دل على أن الاشتغال بالسعي بعد طواف الوداع لا يوجب طوافاً آخر، فإن طواف عائشة للعمرة أجزأها عن طواف الركن وطواف الوداع كما هو واضح. قال ابن حجر: ويستفاد من قصة عائشة أن السعي إذا وقع بعد طواف الركن -إن قلنا إن طواف الركن يغني عن طواف الوداع- أن تخلل السعي بين الطواف والخروج، لا يقطع إجزاء الطواف المذكور. انتهى.

والفرق -وهو أن سعي عائشة كان سعياً مشروعاً وسعيكما غير مشروع- فرق غير مؤثر فيما يظهر لأنكما كنتما جاهلين بالحكم تظنان مشروعية هذا السعي، ولأن الفعل وهو الاشتغال بالسعي في الصورتين واحد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني