الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كتابة الدعوة الجلجلوتية وحملها

السؤال

هل كتابة الدعوة الجلجلوتية وحملها من المحرمات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجلجوتية من الطرق الصوفية وفيها مخالفات شرعية مفضية إلى الشرك بالله تعالى, إن لم تكن شركاً محضاً, كالتوسل بحق ما أسماه سمت الذي لا نعرف المقصود به، فقد يكون شيطاناً, وقد يكون وثناً, فيكون التوسل بحقه شركاً، على أن التوسل بذات أفضل الخلائق على الإطلاق وهو محمد صلى الله عليه وسلم محل خلاف بين أهل العلم، كما في الفتوى رقم: 11669.

وسبق كذلك أن بينا في الفتوى رقم: 10927 أنه لا ينبغي أن يغتر المسلم بما عليه بعض المبتدعة من المتصوفة وغيرهم ممن يستعملون هذه الأسماء البرهتية والجلجلوتية الغريبة التي لا يعلم معناها وربما كانت أسماء للشياطين كتلك التي يستعملها السحرة في باطلهم. قال الشيخ محمود المراكبي في كتابه: عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة: يشرح البوني في كتابه: منبع أصول الحكمة. أسرار البرهتية بقوله: فاعلم أن أسماء البرهتية هي القسم المعّول عليه من قديم الزمان، وكان القدماء يسمونه بالعهد القديم، والميثاق العظيم، والسر المصون. وقد تكلم به الحكماء الأُول، ثم السيد سليمان بن داود عليه السلام، ثم آصف بن برخيا، ثم الحكيم قلفطيروس، ثم تتلمذ له إلى يومنا هذا، وهو قسم عظيم لا يتخلف عنه ملك ولا يعصيه جني ولا عفريت، ولا مارد، ولا شيطان، وكل طالب لم تكن عنده أو لم يكن له علم بها فعلمه أجذم. وبالجملة فهذه الأسماء قسم جليل عظيم الشأن كثير البركة والبرهان، يغني عن جميع ما عداه من العزائم والأقسام، ويتصرف في جميع الأعمال من استنزال أملاك، واستحضار أعوان، وجلب ودفع، وصرع وقهر، وإخفاء وإظهار. ثم يشرح فوائد كل اسم من البرهتية وما تستخدم فيه فيقول: كرير، إن من خواصه أن من واظب على قراءته كل ليلة مائة مرة، فإنه يجتمع بالجن عيانا، وربما يصيرون له خداما، ومن واظب على ذكر برهتيه كرير تتليه... خضعت له الأرواح العلوية والسفلية.

أما الجلجوتية، فيشرحها البوني أيضا في كتابه: شمس المعارف الكبرى-وهو كتاب لتعليم السحر- ولا يخرج الكلام فيها عما سبق بيانه عن البرهتية، وهكذا يتلقى المريد علوم السحر على أنها فتوحات وأسرار وإلهامات ربانية، وبرغم اعتراف البوني أن هذه الأسرار ينسبها تارة إلى علوم الحكماء والفلاسفة، وينسبها تارة أخرى إلى علوم سليمان عليه الصلاة والسلام ، إلا أن المشايخ، والمريدين يرونها أرقى الفتوحات في الإسلام. انتهى.

وأمثال هؤلاء المبتدعة من الصوفية يقول عنهم الشقيري في السنن والمبتدعات: هم ومشايخهم لا يحسنون قراءة الفاتحة. هذا مع إتقانهم لحفظ الكثير من الألفاظ الشيطانية كقولهم: سبابينير ادنبدادنبي كراكرتدي سرسر أندي سبر سبر تمونا كد كردد طهور بدعق محببه سققاطيس.. إلخ، ويحفظون الجلجلوتية كلها والبرهتية كلها. انتهى.

وعلى ذلك فحمل مثل هذه الكتب واستعمال ما فيها من طلاسم من المحرمات قطعا، بل قد يكون من الشرك والعياذ بالله، وللمسلم بحمد الله تعالى في كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يكفيه ويغنيه، فعلى السائل الكريم أن يعتني بذلك ولا يلتفت إلى ما سواه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني