الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدته ترفض أن يصل ابنها أخاه

السؤال

توفى والدي ـ رحمه الله ـ وترك لنا تجارة كان يديرها أخي غير الشقيق أثناء حياة والدي، وعند تقسيم التركه لم يوضح أخي كل الحسابات المتعلقه بالتجارة فصار خلاف بيننا وبينه انتهى بأن قسمت التركه وفقاً للبيانات التي أظهرها، وقد صار بيننا وبينه خلاف وانقطعت العلاقه بيننا نحن الإخوه الأشقاء ووالدتي، وبينه وهو أخي من الأب، وأنا الآن رجعت أتصل به وصارت العلاقه بيننا جيدة، ولكن العلاقة بينه وبين إخوتي ما زالت منقطعة ووالدتي ترفض أن أتصل به، وقد كان لديه زواج ابنه قبل أيام وحضرت العرس، رغم أن والدتي كانت ترفض أن أذهب إليه، فهل ما أفعله صحيح؟ وهل رفضي لأوامر والدتي يعتبر من العصيان وعقوق الوالدين؟ وإذا لم أصل أخي، فهل يعتبر ذلك من قطيعة الرحم؟ أفتونا.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما تفعله من صلة أخيك ومداومتك على الاتصال به هو الصواب، بل إنه من أعظم الطاعات التي يتقرب بها المتقربون إلى الله جل وعلا، لأنه من صلة الأرحام ولا يخفى ما جاء من النصوص التي تأمر بصلة الأرحام وترهب ترهيباً شديداً من قطيعتها، وقد بينا طرفاً من ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 116567، 112160، 96694.

ولا يجوز لك أن تطيع أمك فيما تطلبه منك من قطيعة أخيك وهجرانه، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومخالفة الأم في ذلك لا تعد من العقوق أو الإساءة، لكن إن أدى ذلك إلى سخطها عليك، فلك أن تتقي سخطها بأن تكتم عنها علاقتك بأخيك وصلتك له، والواجب عليك أن تنصح لإخوتك الأشقاء وتذكرهم بحق أخيهم عليهم في البر والصلة وأنه لا يجوز لهم أن يقطعوا رحمهم لأجل عرض زائل من حطام الدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني