الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكتب على الإنسان كل ما يتكلم به؟

السؤال

هل يسجل الملكان كل ما يدوربين الزوجين من كلمات أثناء المعاشرة الزوجية وتكتب هذه الكلمات حسنات أو سيئات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان الحفظة الكاتبون يسجلون كل ما يتكلم به المرء أم أن أنهم إنما يكتبون ما يتعلق به الثواب والعقاب، فذهب كثير من أهل العلم إلى أنهم يكتبون كل شيء، وهذا يعم ما يسأل عنه السائل وغيره، لدخول ذلك في عموم قوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق 18}.

قال الإمام ابن كثير في تفسيره: ما يلفظ أي ابن آدم من قول أي ما يتكلم بكلمة إلا لديه رقيب عتيد، أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك يكتبها لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الانفطار: 12}. وقد اختلف العلماء، هل يكتب الملك كل شيء من الكلام، وهو قول الحسن وقتادة، أوإنما يكتبون ما فيه ثواب وعقاب، كما هو قول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فعلى قولين، وظاهرالآية الأول، لعموم قوله تبارك وتعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق 18}. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني