الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقابلة أذية الكلام بالضرب ظلم

السؤال

سؤالي عن شخصين متخاصمين منذ فترة، وفي أحد الأيام قام الشخص الأول بنصيحة الشخص الثاني أمام الآخرين لأنه لا يقوم بغسل الملاعق والصحون "التي يستعملها الجميع في العمل" جيداً عندما يقوم باستخدامها بل يقوم بغسلها قليلا ثم يضعها في الأدوات النظيفة، فما كان من الشخص الثاني إلا أن تعدى بالكلام على الشخص الأول أمام الآخرين، ومرة أخرى لوحدهما فقام الشخص الأول في هذه المرة بالتعدي بالضرب على الشخص الثاني، علما بأن الشخص الثاني ضعيف البنية وغريب عن البلد.
سؤالي: هل الاعتداء بالضرب من قبل الشخص الأول يعتبر من الظلم أم هو رد على الاعتداء الكلامي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاعتداء بالكلام أو الضرب على المسلم بغير حق لا يجوز في الشرع لما فيه من أذية المسلم وضربه المحرمين شرعاً، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا. {58}، وفي حديث مسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. وفي حديث الصحيحين: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. وفي الحديث: أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين. رواه أحمد وصححه الألباني.

وقد عد الهيتمي في الكبائر الاستطالة على الضعيف، ولو أن شخصاً اعتدى على آخر بالكلام فيشرع له الرد، بالمثل ولا يجوز له الاعتداء ومقابلة الكلام بالضرب فالتجاوز للضرب ظلم، فقال قال الله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ. {البقرة:194}. وفي حديث مسلم: المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني