الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا امرأة آثقلتني الديون هناك ما هي بالربا وهناك من غير الربا ودخلي بسيط كنت أعين أخا ضريرا وأنا مطلقة ولا أملك بيتا آقيم في منزل إيجار أنا وابنتي يأخذ مني هذا الإيجار تقريبا كل دخلي بحيث أعمل ممرضة وأضطر تقريبا كل شهرللاقتراض وهذه دوامة أدور فيها من مدة، هل هناك من يستطيع إرشادي لمسلمين يريدون الجنه يخلصونني من ديوني على أن أرد عليهم مالهم بالتقسيط ودون ربا؟ لكم أزكى السلام والجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكشف غمتك ويفرج كربتك وييسر لك قضاء دينك ويرزقك من حيث لا تحتسبين فهو غياث المستغيثين ومأوى المضطرين وكاشف كرب المكروبين ما خاب عبد سأله واطرح بين يديه فالملجأ إليه والتوكل عليه وفي الحديث القدسي: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له. متفق عليه.

فأنزلي حاجتك به واشكي إليه بثك وحزنك أسوة بيعقوب بن إسحاق عليه السلام حيث قال الله عنه: قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {يوسف:86}، فكشف الله غمه ورد عليه ابنه وكذلك حال أيوب لما مسه الضر شكا إلى ربه فكشف عنه ضره، حيث قال الله: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ {الأنبياء:83-84}.

فاستعيني بالله عز وجل على قضاء حوائجك وسداد ديونك وأكثري من الاستغفار فهو من أسباب الرزق وفتح أبوابه، قال تعالى حكاية عن نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12}، ولا تنسي أن تدعي بدعاء قضاء الدين، فقد روى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضي عني ديني. وروى الترمذي وحسنه، عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه: أن مكاتبا جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني. قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. كما يمكنك الاستعانة بأهل الفضل من قومك والمؤسسات الخيرية في بلدك، ونعتذر إليك عما سألتنا إياه فليس ذلك من اختصاص الموقع.. ثم إنا ننبهك على خطورة الربا فهو من أكبر الكبائر فمن اقترض به غير مضطر فقد وقع في الإثم وتجب عليه التوبة منه، ولمعرفة حكم الربا وكيفية التوبة منه انظري في ذلك الفتوى رقم: 76345، والفتوى رقم: 1420.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني