الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج العشق والحب من طرف واحد

السؤال

الحب من طرف واحد وردت فيه أشعار وقصص وخرافات وأساطير، وأنا ـ للأسف الشديد ـ قد وقعت في الحب من طرف واحد، وبت الآن مهموماً ومشغول البال بها، ولا أدري كيف أخرج من هذه الدائرة المغلقة؟ اللهم أعني على ذلك، وأطلب مشورتك: فماذا أفعل؟.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه لك العافية والشفاء من هذا الداء، وقد سبق أن بينا خطورة العشق وأقسامه وكيفية علاجه وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 9360، 117632، 126865.

ولشيخ الإسلام ـ ابن تيمية ـ كلام نفيس يحسن ذكره في هذا المقام، فقد سئل ـ رحمه الله ـ عمن أصابه سهم من سهام إبليس المسمومة؟ فأجاب: من أصابه جرح مسموم، فعليه بما يخرج السم ويبرئ الجرح بالترياق والمرهم وذلك بأمور: منها:

أن يتزوج أو يتسرى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا نظر أحدكم إلى محاسن امرأة فليأت أهله، فإنما معها مثل ما معها. وهذا مما ينقص الشهوة ويضعف العشق.

الثاني: أن يداوم على الصلوات الخمس والدعاء والتضرع وقت السحر، وتكون صلاته بحضور قلب وخشوع وليكثر من الدعاء بقوله: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك وطاعة رسولك.

فإنه متى أدمن الدعاء والتضرع لله صرف قلبه عن ذلك، كما قال تعالى: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ.

الثالث: أن يبعد عن مسكن هذا الشخص والاجتماع بمن يجتمع به، بحيث لا يسمع له خبراً ولا يقع له على عين ولا أثر، فإن البعد جفا، ومتى قل الذكر ضعف الأثر في القلب، فليفعل هذه الأمور وليطالع بما تجدد له من الأحوال. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني