الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما رأيك بدعاء إذا دعوته تمضي سنة ولا تستطيع الملائكة الانتهاء من كتابة حسناتك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فإنه مما يؤسف له انتشار ظاهرة الكذب والتجرؤ والافتراء، حتى في الأمور والمسائل الشرعية، ومن ذلك انتشار الأدعية والأذكار المبتدعة والمكذوبة في المنتديات ورسائل الجوال، وهذا الدعاء المذكور في السؤال منها، فإنه لا أصل له. ونصه المشهور أن رجلا (قال: لا إله إلا الله عدد ما كان، وعدد ما يكون، وعدد الحركات والسكون. وبعد مرور سنةٍ كاملة قالها مرةً أخرى، فقالت الملائكة: إننا لم ننتهي من كتابة حسنات السنة الماضية).

ومثل هذا لا يشك مَنْ له اطلاع على الأحاديث النبوية وآثار الصحابة أنه في معزل عن هذا الحيز المبارك، وإنما هو من اختراع البطالين من المتأخرين، مع ما فيه من نسبة الملائكة الكرام الحفظة الذين وكل الله تعالى إليهم كتابة أفعال العباد إلى ما لا يليق بهم، قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ. {الانفطار:10-11-12}.

قال ابن كثير: يعني: وإن عليكم لملائكةً حَفَظَة كراما فلا تقابلوهم بالقبائح، فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم. انتهى.

وقال السعدي: أقام الله عليكم ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم، ودخل في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح، فاللائق بكم أن تكرموهم وتجلوهم وتحترموهم. انتهى.

وقد سبق لنا التحذير من نشر الأحاديث الموضوعة، وبيان أن ذلك من أعظم الفرى، فراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 131198، 41661، 77467.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني