الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاديث النفس الشركية من كيد الشيطان

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة بفضل الله كنت عاصيا فابتلاني الله سبحانه وتعالى بمرض الاكتئاب والهلوسة وعانيت من هذا المرض مدة ستة شهور وكان سببا في توبتي والله أعلم فتبت إليه سبحانه بعد أن تاب علي وأصبحت أصلي وأواظب على صلاتي ولله الفضل والمنة وأصبحت أقرأ القرآن إلى غير ذلك من أنواع العبادات فشفاني الله سبحانه وتعالى من ذلك المرض والحمد الله شكرا له لكني لم أشف تماما بعد منه فأنا ما زلت أتناول الدواء وأسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء التام إنه ولي ذلك والقادر عليه، المهم بعد فترة قصيرة على توبتي ولله الفضل والمنة أصبحت أعاني من عدة أشياء وهي كالتالي : 1. ياتيني في رأسي كلام سب في ذات الله تبارك وتعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.2, يأتيني كلام في رأسي مثلا أنا أقول لا إله إلا الله ويعكس لي الكلام بألفاظ شركية والعياذ بالله.3, يأتيني في رأسي في الصلاة وساوس مثلا إذا كان أمامي شيء كرسي أو ما شابه ذلك كأنه يقول لي إنك تعبد ذلك الشيء وأنا أعبد الله وحده لا أشرك به شيئا سبحانه لا شريك له له ملك السموات والأرض ومن فيهن.4, أعرف أني قد أطلت ولكن ليفهم الشيخ المجيب إن شاء الله حالتي جيدا والله الموفق وجزاه الله عني وعن كل المستفتين الشيوخ الكرام خير الجزاء..اما السِؤال فهو كالتالي: هل الله سبحانه وتعالى يؤاخدني بهذا الذي يحصل لي أم لا؟ مع العلم أني أستغفره سبحانه وتعالى وأتوب إليه كل ما قيل شيْء ما وما يقال يقال كثيرا والله المستعان يجعلني متوترا لدرجة قد أفقد فيها السيطرة على نفسي من كثرة ما يوترني ذلك ويفسد علي ذلك كل العبادات تقريبا من صلاة وقراءة قرآن إلى غير ذلك من أنواع العبادات لأنه عندما يقال ما ذكرت لا أستطيع تجاهله وأحس أني يجب أن أقطع الكلام الذي يقال في رأسي قبل أن يكتمل مما يجعلني أقطع كلامي وبعض الآيات في الصلاة وأرد على الكلام الذي يقال إما بلعن الشيطان الرجيم والاستغفار فورا أو قول جملة كحاشا لله سبحانه باختصار أحس والعياذ بالله كأن كافرا جالس معي و هو يقول كلاما على الله سبحانه وتعالى يفور دمي ولا أستطيع أن لا أرد عليه أو أتجاهله حتى لو كنت في الصلاة أو في قراءة القرآن مما يفسد علي صلاتي و الله المستعان... 2, هل الشيطان لعنه الله إذا وسوس لبني آدم يوسوس له افعل كذا وكذا أم يمكنه أن يقول كلاما تسمعه أنت في رأسك كأنك أنت تقول ذاك الكلام يعني مثلا يسب شخصا ما و تسمع أنت الكلام في رأسك كأنك أنت من قلته وأنت تكره هذا الكلام كرها شديدا. 3,هل ما ذكرته من ألفاظ شركية والعياذ بالله تقال في رأسي تدخل ضمن الشرك بالله سبحانه وتعالى والعياذ بالله أم لا. واخيرا أرجو منكم الإجابة على سؤالي إن شاء الله لأني والله مرعوب جدا و قلق مما يحصل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي شفاك ووفقك للتوبة ونسأل الله تعالى أن يثبتك على طريق الحق وأن يتم لك الشفاء أنت وجميع مرضى المسلمين.

ولتعلم أن من فضل الله تعالى على عباده ورحمته بهم أنه تجاوز لهم عن ما يدور في رؤوسهم أو توسوس به نفوسهم ما لم يعملوا بذلك أو يتكلموا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.

وما تجده في نفسك أو تسمعه في رأسك هو من كيد الشيطان ووساوسه فعليك أن تعالجه بالاعتماد على الله تعالى والاستعاذة به من شر الشيطان الرجيم، ولا تشغل نفسك به أو تراجع التفكير فيه، فإنك إن فعلت ذلك ذهب عنك إن شاء الله تعالى.

أما التفكير في هذه الأمور والاسترسال معها فهو الذي يزيدها ويعمقها..

ولذلك فإن عليك أن تتجاهلها تماما وتعلم أنها أوهام ووساوس من الشيطان لا يجوز للمسلم أن يعيرها أي اهتمام.

وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 125476، 128825، 60628، 56276،53066. وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني