الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان...

السؤال

استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود.
ما صحة هذا الحديث، مع العلم أنكم كنتم تستشهدون به كثيرا في فتاواكم وعليه من الجدل الكثير ، وهذه فتوى بأن الحديث موضوع ومنكر بالرغم من تصحيح الألباني له فما رأيكم. وهذا نص الفتوى من موقع آخر . وشكرا.
والحديث قال عنه ابن أبي حاتم : منكر ، وحكم ابن الجوزي بوضعه. وضعفه العراقي ، والسيوطي في الجامع الصغير ، والعجلوني في كشف الخفاء .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/195) : (عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه سعيد بن سلام العطار. قال العجلي : لا بأس به ، وكذبه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا رتبة الحديث المذكور واختلاف أهل العلم في تصحيحه وتضعيفه. ونقلنا كلامهم في الفتوى رقم: 43797.

ونزيد هنا كلاما عنه 0في كشف الخفاء بعد كلامه المذكور في الفتوى المشار إليها قال: وله طريق أخرى عند الخلعي في فوائده عن علي رفعه : استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان لها، ويستأنس له بما أخرجه الطبراني عن ابن عباس مرفوعا: إن لأهل النعم حسادا فاحذروهم.

وتصحيح الألباني له في السلسلة وصحيح الجامع بلفظ: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود.

وعلى اعتبار أنه ضعيف فإن بعض أهل العلم يرى جواز العمل والاحتجاج بالضعيف في فضائل الأعمال بشروط بينها صاحب طلعة الأنوار بقوله :

واحتج بالضعيف في الفضائل * بشرط الاندراج تحت شامل

وعدم العزو إلى من ينتقى * وفيه منع وجواز مطلقا

وسبق بيان العمل بالضعيف وكلام المحققين من أهل العلم فيه في الفتوى رقم: 19826.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني