الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية قضاء الصلوات الفائتة

السؤال

أصبت بمرض الوسواس القهري من 7 سنين، وأصبحت أشك فى صلاتي ووضوئي وطهارتي، ونتيجة لمكوثي فى دورة المياة بالساعات ضاع مني كثير من الصلوات وكنت لا أعوض هذه الصلوات لإحساسي دائما بأني نجسة، ثم تبت إلى الله عن ضياع هذه الصلوات وتحسنت حالتي المرضية ولكني كلما فاتت علي صلاة لا أصليها، إما لخوفي من كوني دائما نجسة أو أقول دائما سوف أعوض هذه الصلاة مع بقية الصلوات واستمررت على هذا الحال طويلا حتى تراكمت علي صلوات كثيرة حتى بعد شفائي لقساوة قلبي وتعودي على عدم تعويض الصلوات الفائتة، الحمد لله لقد تبت منذ أكثر من سنة وأصبحت لا أضيع صلاة وانصلح حالي، ولكني أخاف من غضب الله علي في الصلوات التي ضاعت علي، فماذا علي العمل أنا نفسي أرجع من ثاني أصلي القيام والسنن، لكن كلما أفكر فى صلاة هذه الصلوات النوافل أمتنع وأقول لنفسي كيف أصلي نوافل وأنا علي فروض كثيرة. ماذا أفعل هل التوبة تجب ما قبلها وهل صلاة السنن تعوض ما فاتني من الصلوات أم ماذا علي عمله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فنرجو ألا يكون عليك إثم في تضييع تلك الصلوات وإخراجها عن وقتها إذا كان ذلك قد وقع تحت تأثير الوسواس القهري لأن المصاب بهذا الداء في معنى المكره، ولكن هذه الصلوات دين في ذمتك لا تبرئين إلا بقضائها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.

وإذا كان الله تعالى قد شفاك من هذا المرض فاجعلي من شكر نعمته عليك أن تبادري بقضاء هذه الصلوات، وإنما يلزمك القضاء حسب قدرتك بما لا يضر ببدنك أو معاشك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 70806.

وأوجب علماء المالكية إذا كثرت الفوائت أن يقضي صلاة يومين مع كل يوم ويجزئه ذلك، ولا حرج عليك في العمل بهذا القول وأن تلزمي نفسك بهذا المقدار من القضاء يومياً ثم تشتغلين بعد بما تشائين من النوافل، واعلمي أن قضاء الفوائت أولى من الاشتغال بالنوافل، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 127606، وأما الوساوس فاحذريها وأعرضي عنها على أي صورة أتت وفي أي باب وردت عليك، وانظري الفتوى رقم: 134196، والفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني