الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العقد على الكتابية بدون ولي

السؤال

أنا مقيم في دولة أجنبية وليست بديار إسلام وقد حدث أن تزوج صديق لي بدون شهود ولا ولي، وإنما أعلن أمام الناس أنه متزوج، فقلت له إن زواجك لا يجوز بدون شهود وولي، وأردت أن أصحح له موقفه كي لا تكون مشكلة شرعية، فاستمع لي واستفتى إحدى الجهات الشرعية وطلب مني أن أكون شاهدا على عقد زواجه واستوفى العقد شروط الإيجاب والقبول والصداق وكان إجمالي الحضور ثلاثة شهود من المسلمين وكانت الفتاة المعقود عليها كتابية ـ مسيحية ـ وأبواها ليسا بالدولة التي ندرس فيها، فقال لي صديقي الذي يريد العقد عليها إنها ستزوج نفسها على مذهب الإمام أبي حنيفة، حيث يجوز للبكر الكتابية أن تزوج نفسها، فتوكلنا على الله ومضينا على هذا الرأي وعقدنا عقدا جديدا، فهل شهادتي على العقد صحيحة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فزواج المرأة بدون ولي باطل عند جمهور العلماء ـ سواء كانت مسلمة أم كتابية ـ خلافاً للإمام أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ الذي يرى صحة تزويج المرأة الرشيدة نفسها، ومذهب الجمهور هو الراجح مع أننا لم نعثر على قول خاص في البكر الكتابية للإمام أبي حنيفة، وانظر الفتوى رقم: 111441.

وعلى ذلك، فهذا العقد الذي تم دون ولي للمرأة عقد باطل، فشهادتك عليه غير جائزة، إلا إذا كنت تعتقد صحة مذهب أبي حنيفة في هذا الأمر، وللفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 6564، 139459، 5315.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني