الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دفع رشوة لاستخراج رخصة قيادة

السؤال

أرسل لي أخي عقد عمل بالسعودية ـ حارس بمدرسة ـ ولكن العقد أرسل على أن مهنتي سائق، فهل يجوز دفع رشوة لاستخراج رخصة قيادة خاصة حتى أستطيع السفر، مع العلم أنني لن أستخدمها في القيادة، حيث سأعمل حارسا ولن آخذ حق أحد، ولكنني مضطر نظرا لضيق الوقت وحتى لا يضيع علي العقد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك بذل الرشوة من أجل استخراج شهادة سياقة مزورة وأنت لا تحسن القيادة ولا تستحق تلك الشهادة فهذا الفعل محرم وغش وخيانة للدولة التي تمنح تلك الإقامة وفيه تعرض لإهانة النفس وإذلالها فيما لو تم كشف تلك الحيل والألاعيب، ولا ضرورة فيما ذكرت، والحرام لا يجوز ارتكابه إلا عند تحقق الاضطرار إليه، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي، فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الراشي والمرتشي. رواه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح.

كما حذرمن قول الزور وشهادة الزور قائلاً: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وشهادة الزور، أو قول الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. متفق عليه، واللفظ لمسلم.

قال الراغب: الزور: الكذب، وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً. انتهى.

وذكر العلماء كما في الموسوعة الفقهية تحت كلمة التزوير: أن التزوير يشمل، التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني