الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (..ستين ذراعا بذراع الملك..)

السؤال

إن الله تعالى خلق آدم على صورته، وعندما يدخل الجنة يكون طوله ستين ذراعاً بذراع الملك، وسؤالي: ما معنى ذراع الملك؟ وأي ملك؟ أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف فيما اطلعنا عليه من شروح الحديث على المقصود من: ذراع الملك ـ في الحديث المشار إليه، وقد جاء بعض ما ذكر في حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك: نفر من الملائكة جلوس ـ فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن.

وكما تلاحظ فليس في رواية الصحيحين: بذراع الملك ـ ولكنها في حديث آخر رواه الطبراني وابن أبي الدنيا عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعاً بذراع الملك! على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلون.

قال الحافظ في الفتح: ستون ذراعاً بذراع نفسه، أو بقدر الذراع المتعارف يومئذ عند المخاطبين والأول أظهر لأن ذراع كل أحد بقدر ربعه، فلو كان بالذراع المعهود لكانت يده قصيره في جنب طول جسده، ووقع عند أحمد عن أبي هريرة مرفوعاً كان طول آدم ستين ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً.

فخلق الإنسان في أحسن تقويم يقتضي اعتدال أعضائه وتناسبها فلو كان طوله ستين ذراعاً بذراع غيره لاختل تناسق خلقه وحسن صورته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني