الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سماع المدائح النبوية على إيقاع الموسيقى

السؤال

عندنا في السودان قناة تلفزيونية اسمها ( ساهور )، تبث مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أنشئت خصيصا لذلك ، الشاهد أن المدح الذي يقدم تصاحبه الموسيقى الراقصة في كثير من المواد ( المدائحية ) إن جازت الكلمة.السؤال: ما حكم مدح النبي بهذه الطريقة ؟ أفيدونا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز الاستماع إلى المعازف لا في المدائح النبوية ولا غيرها؛ لما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله من قوله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف.

وقد اتفق الأئمة الأربعة وجماهير أهل العلم على ذم آلات المعازف واللهو وتحريمها، وقد كان السماع الذي أنكره الشافعي والأئمة مشتملا على أشعار مرققة في الزهد ونحوه، وهي أشعار قد تكون حسنة في نفسها، ولكن لما اختلطت بها هذه المعازف ذموها وأنكروها.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: وأما الاستماع إلى القصائد الملحنة والاجتماع عليها . فأكابر الشيوخ لم يحضروا هذا السماع كالفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي والسري السقطي وأمثالهم من المتأخرين : كالشيخ عبد القادر والشيخ عدي بن مسافر والشيخ أبي مدين والشيخ أبي البيان وأمثال هؤلاء المشايخ : فإنهم لم يكونوا يحضرون هذا السماع... والذين حضروا السماع المحدث الذي جعله الشافعي من إحداث الزنادقة لم يكونوا يجتمعون مع مردان ونسوان ولا مع مصلصلات وشبابات وكانت أشعارهم مزهدات مرققات . فأما [ السماع ] المشتمل على منكرات الدين فمن عده من القربات استتيب فإن تاب وإلا قتل . وإن كان متأولا جاهلا بين له خطأ تأويله وبين له العلم الذي يزيل الجهل. انتهى.

وبه تعلم أنه لا يجوز الاستماع إلى تلك القصائد التي تبث على تلك القناة لاشتمالها على هذا المحرم المنكر وهو المعازف، فضلا عن عد ذلك قربة يتقرب بها إلى الله تعالى، كما يجب التحذير من الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وإطرائه، فإنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وحذر منه؛ سدا لذريعة الغلو في شخصه الشريف صلى الله عليه وسلم وإنزاله فوق منزلته التي أنزله الله إياها، وكثير من القصائد المنظومة في مدحه صلى الله عليه وسلم لا تخلو من هذا الغلو الذي يكرهه صلى الله عليه وسلم، وقد حذر أمته منه ونهاهم عنه سدا لذرائع الشرك وصيانة لجناب التوحيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني