الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نشر صور المتبرجات والرجال شبه العراة على النت

السؤال

في الفيس بوك توجد صفحة باسم مسابقة أحلى شاب وبنت على الفيسبوك، وفيها ينشر الشاب أو البنت صورة كل منهما عندما يشترك في تلك الصفحة، حتى إنهم لا يمنعون من نشر صور النساء بدون حجاب فيظهر شعرها وربما شيء من كتفها أيضا! وحتى إن بعض الشباب ربما وضع صورة له بـ"هاف سباحة" يغطي من سرته إلى ما قبل ركبته! ولا يليق ذلك في صفحة تشاهده النساء فيها، فنرجو منكم -تكرُّما- أن تُوجِّهوا نصيحة كافية لمن وقعوا في هذا الفعل كي ننبههم عليه وتكون نصيحة لخلق الله تعالى (علما أن الصفحة تجاوز المشتركون فيها أربعين ألفا)؟ وجزيتم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الفعل المذكور منكر قبيح مخالف للأحكام الشرعية، ومناف للآداب الإسلامية، وفيه ما فيه من نشر الفجور وإشاعة الفتن، وفتح الأبواب أمام الفواحش والمنكرات، ومعلوم أن الشرع الشريف قد أمر بستر العورات وبغض الأبصار عن المحرمات، فكيف يأتي هؤلاء القوم لينشروا صوراً للنساء وهن حاسرات متبرجات، فينظر إليها الرجال وقد أمرهم الله بغض البصر في قوله: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ... {النور:30}، وكيف ينشر الرجال صورهم على هذه الهيئة المذكورة ليراها النساء وينظرن إليها، وقد أمرهن الله سبحانه بغض البصر، في قوله: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ... {النور:31}.

وإذا كانت هذه الصفحة لاختيار الأجمل من الرجال والنساء فلا ريب أن كل مشترك سيحرص على إظهار صورته في أحسن هيئة وأجملها، فهل بعد هذا إغراء بالإثم والفسوق، ألا فليعلم المشتركون أنهم آثمون متعاونون على الإثم والعدوان، والواجب عليهم التوبة إلى الله جل وعلا وإغلاق هذه الصفحة فوراً. نسأل الله السلامة والهداية لعموم المسلمين، وأن يصرف عنهم كيد الشيطان ومكره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني