الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستعانة على قضاء الحاجات بالصلاة وسؤال الله تعالى بالقرآن

السؤال

بحثت كثيرا لأجد الأحاديث الصحيحة لقضاء الحاجة، وكلما أجد حديثا أجد الرد عليه أنه موضوع، أو أنه لا يجوز أو أن فيه سوء أدب مع الله، حتى سورة يس لا يوجد في السنة ما يثبت فضلها في قضاء الحوائج. أرجوكم قولوا لي ما هو الطريق الصحيح لطلب الحاجة من الله؟ وهل صلاة الحاجة صحيحة أم لا؟ وهل الشيخ ابن طاووس والكفعمي من الشيوخ الذي يؤخذ برأيهم؟ أم إنهم من طائفة غير طائفة أهل السنة والجماعة والدخلاء على الإسلام وما إلى ذلك؟
وهذه بعض الأدعية التي علمت أنها لا تجوز، هل حقا أنها لا تجوز، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: قال إبليس: أعرف سبعة أسماء إن ذكرتها أعود إلى سابق عهدي في الجنة، ولكن كلما كان يريد أن يذكرها ينسيه الله إياها. وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: إن من قال هذه الكلمات أعطى الله ما يريد وهي: بسم الله الرحمن الرحيم يا إله البشر ويا عظيم الخطر ويا معروف الأثر ويا سريع الظفر ويا عزيز المن ويا واسع المغفرة ويا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين برحمتك يا أرحم الراحمين (ثم تذكر حاجتك).
دعاء آخر للسيد ابن طاووس في منهج الدعوات: اللّـهُمَّ بِحَقِّ الْعَرْشِ وَمنْ عَلاهُ، وَبِحَقِّ الْوَحْي وَمَنْ اَوْحاهُ، وَبِحَقِّ النَّبِيِّ وَمَنْ نَبَّاَهُ، وَبِحَقِّ الْبَيْتِ وَمَنْ بَناهُ، يا سامِعَ كُلِّ صَوْت، يا جامِعَ كُلِّ فَوْت، يا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد واَهْلِ بَيْتِهِ، وآتِنا وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الاْرْضِ وَمَغارِبِها فَرَجاً مِنْ عِنْدِكَ عاجِلاً بِشَهادَةِ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، واَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.
روى الشيخ الكفعمي في كتاب البلد الأمين دعاء عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وقال: روى عنه (عليه السلام) هذا الدّعاء مقاتل بن سليمان، وقال: مَنْ دعا به مائة مرّة فلم يجب له فليلعن مقاتلاً، والدّعاء هو: اِلـهي كَيْفَ اَدْعُوكَ واَنَا اَنَا.. وَكَيْفَ اَقْطَعُ رَجائي مِنْكَ واَنْتَ اَنْتَ.. اِلـهي اِذا لَمْ اَسْاَلْكَ فَتُعْطيني فَمَنْ ذَا الَّذي اَسْأَلُهُ فَيُعْطيني.. اِلـهي اِذا لَمْ اَدْعُكَ فَتَسْتَجيبَ لي، فَمَنْ ذَا الَّذي اَدْعُوهُ فَيَسْتَجيبَ لي.. اِلـهي اِذا لَمْ اَتَضرَّعْ اِلَيْكَ فَتَرْحَمْني فَمَنْ ذَا الَّذي اَتَضرَّعُ اِلَيْهِ فَيَرْحَمُني.. اِلـهي فَكَما فَلَقْتَ الْبَحْرَ لِمُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ وَنَجَّيْتَهُ، اَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِه،ِ واَنْ تُنَجِّيَني مِمّا اَنَا فيهِ وَتُفَرِّجَ عَنّي فَرَجاً عاجِلاً غَيْرَ آجِل بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، ويا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، وَيا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، ويا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، وَيا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، وَيا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، وَيا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ.. يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا عَوْنَ الضُّعَفاءِ، يا كَنْزَ الْفُقَراءِ، يا عَظيمَ الَّرجاءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى، يا مُنْجِيَ الْهَلْكى، يا مُحْسِنُ، يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ، يا مُفْضِلُ.. اَنْتَ الَّذي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضوْءُ الْقَمَرِ، وَشُعاعُ الشَّمْسِ، وَحَفيفُ الشَّجَرِ، وَدَوِىُّ الْماءِ.. يا اَللهُ يا اَللهُ يا اَللهُ، لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، يا رَبّاهُ يا اَللهُ.. صَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد، وَافْعَلْ بِنا ما اَنْتَ اَهْلُهُ... ثمّ سل حاجتك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صلاة الحاجة ورد فيها حديث متكلم فيه، وقد استحبها الجمهور، كما بينا في الفتوى رقم: 1390، والفتوى رقم: 130740.

ولكن الاستعانة بالصلاة مشروع، كما يدل له قوله تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ... {البقرة:45}، وفي صحيح مسلم في قصة جريج إنه قال: دعوني حتى أصلي... وأما سورة يس فقد ورد فيها حديث مرسل أخرجه الدارمي، والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، ولكنه تشرع قراءة القرآن وسؤال الله به، كما في الحديث: اقرؤوا القرآن واسألوا الله به. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

فلا حرج على من قرأ يس أو غيرها من السور وسأل الله قضاء حاجاته، وراجع الفتوى رقم: 114229، للاطلاع على بعض الأدعية المعينة على قضاء الحاجات، وأما الأدعية التي ذكرت فلم نجدها في شيء من كتب الحديث وأهل العلم المعتبرين، والذي يغلب على الظن هو اختلاقها كما يظهر من سياقها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني