الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الأخت على أخيها الظالم لها ومقاطعتها له

السؤال

لي أخ من أبي يكبرني بعشر سنوات، وبعد وفاة أبي قام وتكلم عني بسوء أمام زوجته؛ أني مريضة نفسيا وغير ذلك، مع أنه لم يكن صادقا، وقام بشراء منزل متهالك وأسكننا فيه، وقام بكتابة هذا البيت باسمه مع أن المال الذي اشترى به البيت مالي أنا وأمي وأخواتي ورثناه عن أبي، وأنا الآن أكرهه ولا أستطيع مسامحته ولا السلام عليه وأدعو عليه كثيرا، وسؤالي: هل بقطيعتي له أحاسب؟ أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي ـ أيتها الأخت السائلة ـ أن ظلم أخيك لك وإساءته لا تبرر لك قطيعته، لأن صلة الرحم واجبة وقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب. وانظري الفتوى رقم: 154251في بيان أن صلة الأرحام واجبة وإن قطعوا رحمهم والصبر على أذاهم مطلوب.

ويجوز لك شرعا أن ترفعي الأمر إلى المحكمة الشرعية لتأخذي حقك، كما أن دعاء المظلوم على ظالمه جائز، وإن كان العفو أولى، لا سيما في حق ذي الرحم. ومن دعا على ظالمه لم يجز له أن يتعدى في دعائه قدر مظلمته، كما بيناه في الفتوى رقم: 140869

فننصح الأخت السائلة أن تكف عن دعائها على أخيها، وأن تصله قياما بواجب صلة الرحم، وستجد عاقبة ذلك خيرا في الدنيا والآخرة ـ إن شاء الله تعالى ـ ولها الحق في المطالبة بحقوقها كما بينا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني