الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكليف بما فوق الطاقة منفي في الشريعة

السؤال

قرأت معنى اسم الله اللطيف (هُوَ الَّذِي يَبْذُلُ لِعَبْدِهِ النِّعْمَةَ فَوْقَ الْهِمَّةِ وَيُكَلِّفُهُ الطَّاعَةَ فَوْقَ الطَّاقَةِ) ما معنى يكلفه الطاعة فوق الطاقة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذه الجملة جاءت في الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي) عند قول الله تعالى: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ {الشورى:19}. ولم يتضح لنا المقصود منها، ولعلها-والله أعلم- خطأ مطبعي صوابه : ولا يكلفه الطاعة فوق الطاقة؛ لأن من المعلوم عند أهل العلم أن التكليف بما فوق الطاقة منفي في الشريعة ؛ لقول الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.{البقرة:286}. وقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا {الطلاق:7}. وقوله تعالى: رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ. {البقرة:286}، وثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى قال: نعم، وفي رواية قد فعلت.
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وقد جاء في تفسير النيسابوري والثعلبي بلفظ : ويكلفه الطاعة دون الطاقة. وعلى ذلك يكون معناها: أنه يكلف عباده التكاليف التي يستطيعون القيام بها دون مشقة ولا عنت.
وهذا المعنى هو الذي ينسجم مع معنى اسم الله تعالى اللطيف ومع نصوص الوحي وقواعد الشرع وأقوال أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني