الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا طالب أردني أدرس في الخارج، ولي 5 سنوات، وبقي لي سنتان في هذا البلد وأتخرج، ومسألتي أنني لم أعد أستطيع الصبر بخصوص موضوع الزواج، وقد قمت فعلا بطلب خطبة فتاة من الأردن لكن كان الجواب سلبيا، وسؤالي: هل تصح الخطبة بدون موافقة الأم على الموضوع؟ مع العلم أن أبي راض وموافق وأرى أن رضى الله أهم من كل شيء، فكيف عساني أقبل سخط الله فقط من أجل موافقة أمي على ذلك؟ لا أعلم وأعلم أن رضى الله من رضى الوالدين، لكن الأب موافق وقد أعطاني الضوء الأخضر. ومسألتي أنني أريد الزواج من هذا البلد الخارجي، فهل يجوز أن أخطب بدون موافقة أمي؟ وهل يسمح لي شرعا التقدم للخطبة وعمري الآن 21 وبعد شهر يصير 22 سنة، وقد أرهقت وأريد التركيز في الدراسة؟ أنتظر ردكم إخواني الغاليين. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن كسب رضا الوالدين ـ ورضا الأم خاصة ـ من أفضل القربات إلى الله تعالى، ففي رضاههما رضا الله وفي سخطهما سخطه كما ثبتت بذلك السنة الصحيحة نعني قول النبي صلى الله عليه وسلم: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخطه. رواه الترمذي.

فمهما أمكنك إقناع أمك بالموافقة على زواجك من البلد المذكور فهو أفضل، وإذا لم تستطع إقناعها فالأصل وجوب طاعتها إن كان لرفضها مسوغ شرعي. وأما إن كان لمجرد هوى، أو خشِيت على نفسك الفتنة إن لم تبادر إلى الزواج، فلا تجب عليك طاعتها، ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم: 76303، ففيها بيان ضوابط طاعة الوالدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني