الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة أثر ابن عباس (جعلت الدنيا بين يدي ملك الموت مثل جام..)

السؤال

ماهي صحة هذا الحديث عن ابن عباس قال: جعلت الدنيا بين يدي ملك الموت مثل جام يأخذ منها ما شاء، إذا قضى عليه الموت من غير عناء، وخطوته ما بين المشرق والمغرب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على أثر بهذا اللفظ في كتب أهل السنة، لكن معناه قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد بن جبر رحمه الله .

فقد قال أبو الشيخ في كتابه العظمة: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، حدثنا زياد بن يحيى، حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي، قال: حدثني خالي زميل بن سماك الحنفي، أنه سمع أباه يحدث، ولقي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في المدينة بعد ما كف بصره، قال: قلت: هي يا ابن عباس ما تقول في أمر غمني واهتممت به؟ قال: قلت: نفسان اتفق موتهما في طرفة عين: واحد في المشرق، وواحد في المغرب. كيف قدر عليهما ملك الموت؟ قال: «والذي نفسي بيده ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب، والظلمات والنور، والبحور إلا كقدرة الرجل على مائدته يتناول من أيها شاء» وهذا الإسناد فيه ضعف، زميل بن سماك مجهول لم يرو عنه إلا عبد ربه.

وأثر مجاهد: أخرجه ابن جرير في تفسيره، وأبو الشيخ في العظمة من طريق ابن أبي ليلى، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد -رحمه الله تعالى- في قوله تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ {السجدة:11}.

قال: حويت له الأرض فجعلت له مثل الطست يتناول منها حيث شاء. وأخرجه ابن جرير من طريق عن ابن أبي نجيح.

ولم نطلع على حكم لأحد من أهل الفن عليه بالصحة أو الضعف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني