الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل الخوف من الله تعالى

السؤال

كيف أضع مخافة الله بين عيني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن مخافة الله تعالى من أعظم ما يعين العبد على تقوى الله والاستقامة على طاعته, ويمكن للعبد تحصيل الخوف من الله تعالى بثلاثة أمور ذكرها الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في كتابه طريق الهجرتين حيث قال عن الخوف من الله:
وهو ينشأ من ثلاثة أُمور:

أحدها: معرفته بالجناية وقبحها.

والثاني: تصديق الوعيد، وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.

والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب.

فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف، وبحسب قوتها وضعفها تكون قوة الخوف وضعفه .اهــ.

فالأول: العلم بخطورة المعصية وقبحها، وما أعده الله تعالى للعصاة من العذاب الأليم والخزي العظيم, وثانيها: العلم بالله تعالى بأسمائه وصفاته، فمن عرف ربه وعلم أنه سميع بصير شديد العقاب، أورثه ذلك العلمُ الخوفَ من الله تعالى، وكلما كان العبد بربه أعلم كان منه أخوف, ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم أشد الناس خوفا من الله تعالى؛ لأنه أعلم الناس بربه؛ كما في الحديث الصحيح: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ. رواه أحمد.

قال الغزالي في الإحياء عن الخوف: وهو ثمرة المعرفة بالله تعالى، وكل من عرفه وعرف صفاته، علم من صفاته ما هو جدير بأن يخاف من غير جناية، بل العاصي لو عرف الله حق المعرفة لخاف الله ولم يخف معصيته. اهــ.
وننصحك بالاطلاع على ما كتبه الإمام ابن القيم عن هذا في كتابه الآنف الذكر، وكذا ما كتبه الإمام الغزالي- رحمه الله تعالى- في كتابه الإحياء حول هذا، فقد عقد بابا في بيان الدواء الذي به يستجلب حال الخوف.

ونسأل الله أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة؛ وانظر الفتوى رقم: 18074.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني