الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدلة على تسميه المشركين للنبي في صباه بالصادق الأمين

السؤال

تحداني أحد الأشخاص أن أعطيه حديثا صحيحا فيه تلقيب كفار قريش لمحمد بالصادق الأمين، أو أن أعطيه حديثا صحيحا فيه أن الأنبياء كلهم منزهون عن الذنوب التي يتهمهم بها النصارى، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بوب السيوطي في كتابه الخصائص فقال: باب خصوصيته صلى الله عليه وسلم بتعظيم قومه له في شبابه، وتحكيمهم إياه، والتماسهم دعاءه، وتسميته بالأمين ـ ثم قال في هذا الباب: وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن داود بن الحصين قال: قالوا: شب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأكرمهم مخالطة، وأحسنهم جوارا، وأعظمهم حلما وأمانة، وأصدقهم حديثا، وأبعدهم من الفحش والأذى، ما رؤي مماريا ولا ملاحيا أحدا حتى سماه قومه الأمين. اهـ.

وفي تفسير القرطبي عند تفسير قول الله تعالى: وختم على سمعه وقلبه ـ قال مقاتل: نزلت في أبي جهل، وذلك أنه طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة، فتحدثا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو جهل: والله إني لأعلم أنه لصادق! فقال له: مه! وما دلك على ذلك! قال: يا أبا عبد شمس، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين، فلما تم عقله وكمل رشده، نسميه الكذاب الخائن! والله إني لأعلم أنه لصادق! قال: فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به! قال: تتحدث عني بنات قريش أني قد اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة، واللات والعزى إن اتبعته أبدا، فنزلت: وختم على سمعه وقلبه. اهـ.

وأما عن عصمة الأنبياء: فالعلماء متفقون على عصمة الأنبياء من الكبائر، واختلفوا في الصغائر، فذكر جمع من أهل العلم أنه قد يقع أحدهم في صغيرة، ولكن الله تعالى يوفقه للتوبة، وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى، فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 6901، 25834، 29447، 189363، 54423.

وآحاد الناس من الصالحين منزهون عن الخيانة والزنا بالمحارم، فكيف بالأنبياء، فحاشاهم أن يقعوا في شيء من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني