الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأكل من ذبائح الكوريين والمطاعم الأمريكية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم. أنا شاب مسلم، وأعيش في كوريا، وهم ليسوا من أهل الكتاب، فهل أستطيع أكل لحم البقر والدجاج من الأسواق؟ مع العلم بأن هناك بعض المحال التي تبيع الذبح الإسلامي، ولكن بحكم عملي طوال النهار، فأنا لا أستطيع طهي الطعام في بيتي إلا يوم العطلة (مرة واحدة في الأسبوع). وهل الأكل عند المطاعم الأمريكية مثل كنتاكي على سبيل المثال حلال؟ حيث إنهم يزعمون أن اللحوم وكذلك الدجاج تأتي من أمريكا (أهل الكتاب). وجزاكم الله عنا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد نقل ابن قدامة في المغني إجماع أهل العلم على تحريم أكل ذبيحة من ليس مسلمًا ولا كتابيًّا. وذكر ابن رشد في بداية المجتهد أنه يحل بالإجماع ما ذبحه أهل الكتاب، ويدل لهذا قول الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ[الأنعام:121]، وقول الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ[المائدة:5]. ومحل هذا إذا تحقق من كون الذابح كتابيًّا، وأنه ذكاها بطريقة الذبح المعروفة، لا بطريقة الصعق أو الخنق، أو غير ذلك من الوسائل. وبناء على هذا.. فعليك بالبعد عن ذبائح الكوريين الذين لا كتاب عندهم، واحرص على الأسماك أو ما لا يحتاج للذكاة كالفواكه والمزروعات، وإذا تيسر لك ما ذبح بالطريقة الإسلامية فاحرص عليه، ولو كلفك الأمر أن تأخذ وقتًا من راحتك حتى تطبخه. وأما المطاعم الأمريكية فيجوز الأكل من لحومها إذا تأكدت أن الذابح كتابي أو مسلم، وأنها ذكيت بالطريقة الشرعية. ولكنا ننصحك بالتورع عنها لكثرة ما شاع من أن القائمين على الذبائح بوذيون أو لا دينيون، إضافة إلى ما كثر عند الغرب من القتل بالصعق والخنق. ونوصيك بالحرص على ما يحفظ لك إيمانك ويقويه في بلاد الكفر، ومن أهمه الارتباط بالوحي كتابًا وسنة، والارتباط بالمساجد والرفقة الصالحة، وتمكنك الاستفادة من سماع إذاعة القرآن، وفتح المواقع المفيدة على الإنترنت. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2437، 1005، 33850. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني