الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

الحمد لله وبعد
ما الحكمة في عدم وجود سبب لنزول سورة الفاتحة؟ وهل كل سورة أو آيه لابد من سبب نزول لها؟ .. وبالله التوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه لا تعرف الحكمة في عدم وجود سبب لنزول سورة الفاتحة ولا غيرها من السور التي لم يعرف لها سبب نزول. فالقرآن منه ما ينزل لسبب مذكور، ومنه ما ينزل لغير سبب مذكور، وليس كل سورة وآية لها أسباب نزول معروفة، بل إن فيه القصص التي تنزل عبرة وتسلية، ومنه آيات الأحكام، والناسخ والمنسوخ، وآيات الوعد والوعيد، وغير ذلك. ثم إن الذي نزل منه لسبب، قد يخفى سبب نزوله عن الكثير من الصحابة، وقد يعرفه البعض منهم بقرائن لا يحصل معها الجزم. وقد يختلفون في الأسباب، فيذكر الواحد سببًا يختلف عن الذي ذكره غيره. قال محمد بن سيرين : سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال: اتق الله وقل سدادًا، ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن. وقال غيره: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم، فقال: أحسب هذه الآية نزلت في كذا. كما قال الزبير في قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)[النساء:65]الآية. وإن ذكر واحدٌ سببًا وآخر سببًا غيره، فقد تكون نزلت عقيب تلك الأسباب، وقد تكون نزلت مرتين... انظر أسباب النزول للإمام السيوطي (ص:7-10). والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني