الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة أكل أموال الناس بالباطل

السؤال

توفيت والدتي وأنا في سن 17 سنة وكانت أمي هي المتكفلة بمصاريفنا لأن أبي كان بخيلا ولما توفيت قامت خالتي بتربيتنا أنا وأخي وأختاي الاثنتين، مع العلم بأني وأخي كنا نعمل لديها وأختاي كانتا لا تعملان و تربيهما و تتكفل بمصاريفهما أما أنا وأخي فكنا نصرف على أنفسنا من مرتبنا لدى خالتي و توفي والدي وأنا في سن 22 سنة تاركا مكافأة نهاية خدمة نصيبي منها 10000 جنيه وكنت أعلم أن هذا هو كل ما تركه فقمت بعمل توكيل عام لخالتي وأختي للتصرف في صرف الفلوس وحفظها لي حتى أتخرج من الجامعة ولكن بعد خمس سنوات حدث خلاف بين أختي و خالتي واكتشفت أن نصيبي من ميراث والدي عبارة عن 27000 جنيه ومعاشا شهريا 400 جنيه كل شهر لمدة خمس سنوات بإجمالي حوالي 50000 جنيه وكنت كل الذي أعلمه هو مبلغ 10000 جنيه كما قالتا لي حيث كانت أختي تصرف أموالي بالتوكيل وتعطيها لخالتي لتصرفها عليهم وعلى أبنائها وعلى بيتها ولم أعلم بالمبلغ إلا عندما حدث بينهما خلاف.
ما حكم الدين في ما فعلته خالتي وأختي بالنسبه لأموالي وأموال أخي حيث أن له نفس القصة وهل هما آكلتان لمال اليتيم أم لا.. رجاء الإفادة ورزقنا الله وإياكم السداد في الرأي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأكل أموال الناس بالباطل من المحرمات القبيحة والأمور الشنيعة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ(النساء: من الآية29)، وقال صلى الله عليه وسلم: يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به. رواه أحمد، وصححه الحاكم والذهبي، وروى الطبراني في مسند الشاميين عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به.

وأكل أموال الناس محرم، سواء كانوا أيتاماً أم غيرهم، إلا أن أكل أموال اليتامى أشد تحريما والمقصود باليتيم من لم يبلغ.

ولك المطالبة بحقك، والعفو والصفح أفضل وأحسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني