الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النوافل الراتبة تجزئ عن تحية المسجد

السؤال

سلام عليكم يا شيخ الآن إذا أخذنا بأن الراجح هو وجوب تحية المسجد طيب .. وأن هناك سننا رواتب قبل الفريضة .. فإن أتيت المسجد فهل أصلي التحية ثم أصلي الراتبة أم أن نيتي هي التي تحدد هل هذه راتبة أو تحية وهل لي أن أصلي الراتبة ولا أصلي التحية وأيضا هل يوجد دليل على جواز مزج التحية مع الراتبة لأني سمعت بأن هذا بدعة والحق أن تصلي التحية ثم تصلي الراتبة وهكذا وما معنى الأسطوانة التي كان يصلي إليها الرسول هل يعني العمود أو الجدار وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننبهك أولاً إلى أن الذي عليه جمهور أهل العلم هو أن تحية المسجد مستحبة وليست بواجبة، فقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرح حديث: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس: واتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب. انتهى.

وإذا دخلت المسجد فيصح أن تبدأ بتحية المسجد ثم تتبعها ما شئت من نوافل.

كما يجوز فعل النوافل الراتبة نيابة عن تحية المسجد، لأن المقصود من تحية المسجد هو شغل البقعة بالصلاة، وعدم جلوس الداخل للمسجد حتى يصلي ركعتين امتثالا لأمره صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه، وقال الشيخ الخرشي المالكي في شرحه لمختصر خليل عند قول خليل: "وتأدت بفرض" يعني أن ركعتي التحية ليستا مرادتين لذاتهما، إذ المقصود منهما تمييز المساجد عن سائر البيوت، فلذا إذا صلى صلاة أجزأته عن تحية المسجد في القيام مقامها في إشغال البقعة.. إلى أن قال: ولا مفهوم لفرض لأن السنة كذلك، وكذا الرغيبة، وإنما نص على الفرض لأنه المتوهم لأنها إذا تأدت بغير جنسها فأولى بجنسها. انتهى.

وعليه، فإن النوافل الراتبة تكفيك عن تحية المسجد، وراجع الفتوى رقم: 27889.

أما الأسطوانة فتعني العمود وتجمع على أساطين وهي الأعمد التي يقوم عليها المسجد، وراجع الفتوى رقم: 3796.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني