الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالة (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم..)

السؤال

سورة النساء (ياايها اللذين امنوا اتقوا ربكم ) الاية اذا سمحتم بتفسير مسلم أو البخارى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل الكريم يقصد قول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً. وهي الآية الأولى التي افتتحت بها سورة النساء، لأنه لا يوجد في سورة النساء ولا في غيرها "يا أيها الذين آمنوا اتقوا ربكم". وعلى ذلك، فهذه الآية مدنية كما هو شأن السورة كلها.

وقول بعض أهل العلم إن القرآن المدني لم يكن النداء فيه بيا أيها الناس، وإنما كان بيا أيها الذين آمنوا. ليس على إطلاقه، وإنما المقصود به في الغالب، لأن سورة البقرة مدنية باتفاقهم، وفيها: يا أيها الناس في موضعين.

وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم نداء علوي من الله تبارك وتعالى لعباده عامة، وهو يشعر بالتشريف والتكليف للجميع بهذا الأمر العظيم، وهو تقوى الله تعالى، التي هي امتثال أوامره سبحانه وتعالى كلها في السر والعلانية واجتناب نواهيه كلها في السر والعلانية، وهو خطاب لمن كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم من الآدميين ومن جاء بعده من المكلفين من سائر الأعصار والأمصار، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وما ذكرناه حول الآية الكريمة ملخص من عدة تفاسير، وليس من بينها تفسير للإمام البخاري أو مسلم، لعدم اطلاعنا على تفسير لهما خاص بهذه الآية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني