الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جهنم فيها العذاب بالبرد كما فيها العذاب بالحر

السؤال

أريد أن أعرف مدى صحة قول بعض الناس عن أن النار نوعان أحدهما حار والآخر بارد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائل الكريم يسأل هل في النار عذاب بالبرد، كما أن فيها العذاب بالحر؟ فالذي لا شك فيه أن العذاب في نار جهنم أنواع وألوان وأشكال مختلفة ومتفاوتة كما ذكر أهل التفسير عند قول الله تعالى: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا* لِلْطَّاغِينَ مَآبًا {النبأ:21-22}، فلا مانع شرعاً ولا عقلاً أن يكون من ألوان العذاب العذاب بالبرد....

وقد ورد في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير.

وعلى هذا؛ فالنار يوجد فيها البرد كما يوجد فيها الحر وأنواع العذاب -أجارنا الله تعالى منها- قال الحافظ في الفتح: والمراد بالزمهرير شدة البرد، واستشكل وجوده في النار ولا إشكال فيه لأن المراد بالنار محلها، وفيها طبقة زمهريرية....

والحاصل أن نار جهنم يوجد فيها العذاب بالبرد كما يوجد فيها العذاب بالحر أعاذنا الله تعالى منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني