الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (..ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

السؤال

(يا أيها الذين أمنوا أتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) كيف يكونون مؤمنين ويموتون وهم غير مسلمين؟
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن المرء قد يعمل بعمل أهل الجنة إلى آخر حياته، ثم تسوء خاتمته - والعياذ بالله - فيعمل بعمل أهل النار، أخرج البخاري ومسلم واللفظ له: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.

وكان الصالحون من سلف الأمة يخشون سوء الخاتمة، ولا يفترون عن ذكر الموت مع ما هم عليه من الإيمان والطاعة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت، قال: أكثروا ذكر هاذم اللذات. رواه النسائي والترمذي وابن ماجه وأحمد.

وكل هذا من أجل أن يبقى المرء متمسكاً بما وجب عليه ومبتعداً عما نهي عنه حتى يموت وهو كذلك.

قال ابن كثير في تفسيره: وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. أي حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه، فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه، فعياذاً بالله من خلاف ذلك...

وعليه، فلا غرابة في أن يؤمر المؤمنون بأن لا يموتوا إلا وهم مسلمون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني