الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النظر إلى العورة في المرآة

السؤال

ما رأيكم حفظكم الله وأحسن إليكم فيمن يقول بأن الفقهاء قد اختلفوا في حكم رؤية مثل الصور التي تتضمن شيئا من العورة ، ويحتج لذلك بما ورد عند بعض الفقهاء من القول بأن رؤية صورة عورة المرأة ـ ولو مغلظة ـ في مثل الماء أو المرآة لا يحرم بخلاف ما لو كانت الرؤية مباشرة أو من خلال زجاج .. ؟ مع العلم أن هذا عند من يرى بأن النظر إلى فرج الأجنبية بشهوة أو مس المرأة بشهوة سبب في حرمة النكاح على التأبيد ، أي أن الأمر محتمل أن قولهم ( لا يحرم ) المقصود به لا يؤدي إلى تحريم النكاح ، لا أن النظر جائز في حد ذاته .. أفيدونا مأجورين وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان العلماء قد اختلفوا في تحريم النظر إلى عورة المرأة في المرآة أو في الماء، فإنهم لم يختلفوا في تحريم أي شيء يؤدي إلى فتنة الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل، قال ابن حجر الهيتمي: خرج مثالها فلا يحرم نظره في نحو مرآة كما أفتى به غير واحد .. ومحل ذلك كما هو ظاهر حيث لم يخش فتنة ولا شهوة... . وبالتالي فإنهم لا يختلفون في تحريم نظر صورة العورة في المرآة أو غيرها إذا كان بشهوة أو أدى إلى فتنة. وبهذا تعلم أن نظر العورة ـ ولا سيما المغلظة ـ في المرآة لا يجوز، لما تجلبه من الفتنة إلا إذا دعت إلى ذلك حاجة. أما تأبيد حرمة المرأة بسبب النظر إلى فرجها أو مسها بشهوة فلم نقف على من قال به، ولعله مجانب للصواب. أو لعل السائل يعني ما يقوله الأحناف من تأبيد حرمة أصول المرأة أو فروعها بالنسبة لمن نظر إلى فرجها بشهوة، ولك أن تراجع في مذهبهم في هذه المسألة الجوهرة النيرة ( 2/5).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني