الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غرف الدردشة الخاصة بالشواذ

السؤال

شيخنا الفاضل أنا شاب عمري 19 عاما والحمد لله ملتزم بديني ومتدين وأؤدي جميع الفرائض والحمد للهولكن مشكلتي أنني أجلس على الإنترنت كثيرا وهوايتي المفضلة غرف الدردشة وأحاول دائما أن أدخل غرف الشواذ وأتعرف على شباب شواذ وأضحك عليهم إلى أن أجعلهم يرونني صورهم على الإنترنت أو بالكاميرا وأقول لهم إنني ضحكت عليهم فهل هذا يعتبر حراما؟أرجوكم أفيدوني أفادكم الله.ودمتم في أمان الله وحفظه سالمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك دخول غرف الدردشة الخاصة بالشواذ إلا إذا كان بنية دعوتهم، وكنت ممن يمكنه التأثير فيهم، ويشترط كذلك أن تأمن على نفسك الفتنة، وأما دخول غرف الدردشة هذه بنية الضحك عليهم فهو محرم لما فيه من الكذب والخداع ومجاراة أهل الباطل، وقد نهى الله تعالى عن الجلوس مع الظالمين فقال عز وجل: وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام:68}. وقال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء:140}. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: أي إنكم إذا جلستم معهم وأقدرتموهم على ذلك فقد ساويتموهم فيما هم فيه.

فعليك أن تجتنب الدخول إلى هذه الغرف وخصوصا رؤية صورهم وأفلامهم؛ إذ أنها غالبا لا تخلو من محرم، وذلك لأن المسلم يجب عليه أن يصون نفسه وأن يبعدها عن مواطن الفتن، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.

وننصحك أيضا بأن تشغل وقتك بما يفيدك في دنياك وآخرتك، ومن ذلك استغلال غرف الدردشة في الدعوة إلى الله تعالى، ونشر الخير بين الناس. وراجع الفتوى رقم: 10143.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني