الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب نزول قوله تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)

السؤال

إذا كان النصارى يتمسكون بالقرآن الكريم كدليل على ألوهية المسيح (حاشا لله)، أتنطبق عليهم الآية التي تقول: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)؟ وكيف يمكنني الرد على النصارى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فليس في القرآن الكريم ما يدل على مزاعم النصارى الكاذبة، وترهاتهم الباطلة، وما يدعون من ألوهية المسيح عيسى -عليه السلام-، وقد تكرر في القرآن الكريم التصريح بكذبهم، وكفرهم، وشركهم، ومن ذلك قول الله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ {المائدة:72}، وقوله تعالى: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ {المائدة:73}.

وأما الآية التي أشرت إليها، فإن سبب نزولها: أن اليهود كانوا يطبقون بعض أحكام التوراة، التي توافق هواهم، ويتركون تطبيق الأحكام التي لا توافق هواهم، فوبخهم الله تعالى على ذلك في محكم كتابه، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو مقرر في علم الأصول، فكل من آمن ببعض كتاب من كتب الله السماوية، ورفض بعضه، فإن الآية الكريمة تصدق فيه، وتدل عليه. وجزاؤه الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة، سواء كان يهوديًّا، أم نصرانيًّا، أم يدعي أنه مسلم.

وأما الرد على النصارى فيما زعموه من باطل، فيمكنك الرجوع إلى الفتوى: 10326، والفتوى: 6828.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني