الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقت خروج المهدي وحكم شغل النفس بذلك

السؤال

1- أين يولد وينشأ المهدي؟ إن كان هناك أحاديث يمكن أن تشير إلى هذا الموضوع، وهل يمكن أن تكون ولادته ونشأته في بيت المقدس, حيث ظلم اليهود وتكون نشأته بين أعداء الله سبحانه وتعالى كما أنشأ الله نبيه موسى عليه السلام في بيت عدوه فرعون.2- هل هذا الزمان يمكن أن يستنبط أهل العلم مما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه زمن ظهوره؟3- هل يستطيع المسلم أن يستدل على وقت ظهوره, أو أن يتعرف عليه عن طريق الرؤيا؟ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصادقة جزء من أربعين جزءا من النبوة، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟4- لقد رأيت عدة رؤى أحسبها تتعلق في هذا الموضوع وأود أن أرسلها لكم لتفسروها لي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا معتقد أهل السنة والجماعة في المهدي وصفته ومكان خروجه وأدلة ذلك في الفتوى رقم 6573.

وأما هل يمكن استنتاج قرب ظهوره بما يشهده العالم من هرج ومرج وغيره؛ فلا شك أن في ذلك دليلاً على قرب الساعة؛ لأن ذلك من علاماتها كما أن خروج المهدي من علاماتها أيضًا، إلا أنه لا يمكن تحديد زمان معين لوقوع ذلك، ولم يكلف المسلم بتقصيه. والمهدي متى ما خرج سيعرفه الجميع بما ذكر من صفاته. واستعجال ذلك واستبطاؤه وشغل النفس به لا ينبغي. ففي الحديث: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا اعددت لها؟ متفق عليه. وفي رواية: ويلك ماذا أعددت لها؟

قال ابن حجر في الفتح نقلاً عن الكرماني: سلك مع السائل أسلوب الحكيم وهو تلقي السائل بغير ما يطلب مما يهمه أو هو أهم. وقال العيني: يعني إنما يهمك أن تهتم بأهبتها وتعتني بما ينفعك عند قيامها من الأعمال الصالحة. وكذلك هنا فالذي يشغل بال العاقل ويقض مضجعه إنما هو أعماله وكيف سيحاسب عليها واستعداده لذلك اليوم.

وأما سؤالك عن الرؤى والأحلام وهل يمكن أن يثبت بها شيء في هذا المقام؛ فالجواب كلا، وإنما يستأنس بها وإن كانت قد تصدق إلا أنها قد تكذب فلا تؤخذ منها الأحكام ولا يبنى عليها شيء من أمور الإسلام، كما بينا في الفتوى رقم 34573، والفتوى رقم 36380، والفتوى رقم 48547.

فلا تتعب نفسك بذلك، واشغلها بما ينفعها مما ستسأل عنه يوم القيامة. وللاستزادة حول شأن المهدي وما ورد فيه ننصحك باقتناء كتاب يوسف الوابل (أشراط الساعة)، فقد استقصى في هذا المقام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني