الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفصيل في صلاة الاستخارة

السؤال

ما هو أفضل وقت للاستخارة ؟ وما هو الدعاء؟ وكيف طريقة الأداء؟ وكيف يكون الجواب, يعني هل هو إحساس أم حلم ................؟ وإن كنت أشاهد التلفاز من دون أي استثناء فهل يترتب علي أن أبتعد عن المعاصي في هذه الفترة ؟أرجو أن تكون الفتوى على أكمل وجه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاستخارة مشروعة في كل الأوقات ما عدا أوقات الكراهة الثلاثة وهي: بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة العصر، وعند استواء الشمس في وسط السماء، وهذا فيما إذا كان سيصلي قبلها ركعتين، أما إذا كان سيستخير بعد صلاة سبقت كصلاة الفجر أوصلاة العصر فلا مانع من أن يدعو بعدها بالدعاء المأثور، ويكون بذلك قد استخار، ونص الشافعية على أن له أن يصلي ركعتين للاستخارة في أوقات الكراهة في حرم مكة لأن له خصوصية في هذا الأمر؛ لما رواه الترمذي وغيره عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار. قالوا: وغير ركعتي الطواف مثلها .

ولا نعلم وقتا محددا تفضل فيه صلاة الاستخارة على غيره، وعليه.. فتحري الأوقات الفاضلة وعند فراغ ذهنك من الاشغال وتوجهي بالصلاة والدعاء.

وأما طريقتها فأن تصلي ركعتين وبعد السلام تدعين بالدعاء المأثور وهو: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. قال: ويسمى حاجته، أي يذكر حاجته عند قوله: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر، فيقول مثلا: اللهم إن كنت تعلم أن سفري أو زواجي من فلان أو من فلانة .... إلخ خير لي في ديني... وإن كنت تعلم أن سفري.... إلخ .

وهي مستحبة في الأمور المباحة، أما الأمور المعلوم وجوبها أو استحبابها أو حرمتها أو كراهتها فلا تشرع فيها .

وتفعلين ما انشرح له صدرك بعد الاستخارة؛ وإلا فكرريها سبع مرات، ففي الموسوعة الفقهية الكويتية: قال الحنفية والمالكية والشافعية: ينبغي أن يكرر المستخير الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات، لما روى ابن السني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس؛ إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه. ويؤخذ من أقوال الفقهاء أن تكرار الاستخارة يكون عند عدم ظهور شيء للمستخير، فإذا ظهر له ما ينشرح به صدره لم يكن هناك ما يدعو إلى التكرار، وصرح الشافعية بأنه إذا لم يظهر له شيء بعد السابعة استخار أكثر من ذلك، أما الحنابلة فلم نجد لهم رأيا في تكرار الاستخارة في كتبهم التي تحت أيدينا رغم كثرتها .انتهى.

وإذا كررت الاستخارة ولم يظهر لك شيء فإنك تفعلين أحد الأمرين، ويكون الخير فيما فعلته ان شاء الله لأنك قد بذلت جهدك ووسعك .

ولا شك أن البعد عن المعاصي سبب لتجلي الحقائق وانشراح الصدر لما فيه الخير والصلاح، فابتعدي عن مشاهدة الحرام في التلفاز وغيره مطلقا وليس عند وقت الاستخارة فقط، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني