الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواجب فعله لمن أكل مما نذره

السؤال

ابنتي وهي صغيرة قامت بعملية لها في القلب وأنا نذرت لله عند شفائها أن أذبح خروفا لله وأوزعه على الفقراء، وعندما شفيت والحمد الله أخبرت زوجي بهذا النذر فقال لي إنه هو الآخر نذر نفس الندر، فقمنا بذبح خروف واحد وأكلنا أيضا نحن منه فهل هذا صحيح أم أنه كان يجب علينا أن نذبح خروفين ؟ وهل يجوز أن نأكل من النذر أم لا ؟
ولكم جزيل الشكر .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على كل واحد منكما أن يذبح خروفا، ولا يجزئ ذبح خروف واحد عنكما لأن كل نذر مستقل عن الآخر ، وأما الأكل من النذر المذكور فلا يجوز لأمرين:

الأول: أنه نذر مجازاة، ومعنى نذر المجازة أن يعلق على شفاء مريض أو غيره فيتحقق المعلق عليه .

الثاني: أنه قد عين صرفه للفقراء . قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في تحفة المحتاج : ولا يجوز الأكل من نذر المجازاة قطعا لأنه كجزاء الصيد وغيره من جبران الحج . وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن عطاء قال : ما كان من جزاء صيد أو نسك أو نذر للمساكين فإنه لا يأكل منه . أهـ .

وفي حالة الأكل منه فإنه يضمن للفقراء بدله، قال الشيرازي رحمه الله في المهذب: وإن كان نذر مجازاة كالنذر لشفاء المريض وقدوم الغائب لم يجز أن يأكل منه ، لأنه جزاء فلم يجز أن يأكل منه كجزاء الصيد، فإن أكل شيئا منه ضمنه ، وفي ضمانه ثلاثة أوجه :

( أحدها ) يلزمه قيمة ما أكل كما لو أكل منه أجنبي .

( والثاني ) يلزمه مثله من اللحم لأنه لو أكل جميعه ضمنه بمثله، فإذا أكل بعضه ضمنه بمثله .

( والثالث ) يلزمه أن يشتري جزءا من حيوان مثله ويشارك في ذبحه . اهـ .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني